مقالات

رقة الرسول الإنسان عليه الصلاة والسلام ووفاء ابنته زينب رضي الله عنها.

يعجز الخيال الأدبي عن تصوير الحالةالنفسية التي عاشها ثلاثة أشخاص في وقت واحد هم: النبي عليه الصلاة والسلام وهو في المدينة بعد هجرته وبعد انتصار جيش المسلمين على جيش المشركين في غزوة بدر.!

والشخص الثاني هو: أبو العاص بن الربيع صهر الرسول عليه الصلاة والسلام وزوج أبنته زينب رضي الله عنها ووقوعه في الأسر بعد هزيمة جيش قريش في بدر وماذا يختلج في صدره وكيف سيعامل بعد أسره بل من سيتكفل بقيمة فك أسره ؟! .

اما الشخص الثالث فهو السيدة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في مكة قبل هجرتها وهي مسلمة وزوجها لم يسلم بعد ولم تنزل بعد آية التفريق بين الكافر والمسلمة. وما حالها وهي تترقب على وجل نهاية الصدام بين جيش قريش والفئة القليلة المسلمة التي يقودها والدها رسول الله صلى الله عليه وسلم .!

فما إن علمت زينب بانتصار جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وبوقوع زوجها في الأسر وموافقة الرسول على افتداء قريش لأسراها . حتى بادرت بفدائه بالمال ووضعت مع المال عقدا أهدته أمها خديجة رضي الله عنها لها عند زواجها من أبي العاص تكمل به الفداء .

عثر صحابة رسول الله على العقد بين فداء أبي العاص من زوجته فعرضوا ذلك على رسول الله عليه الصلاة والسلام ليرى مايمكن فعله.!

وهنا يمكن (لكاميرا الزوم التصويربتركيزشديد ) لمشاهدة موقف رسول الله وتلتقط هذه الصورة ومشاعر النبي وهو يتأمل بين يديه عقدا لطالما رآه وهو في جيد زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حين أهداها عند زواجه بهاوهي أول من آمن برسالته من النساء وأم بناته الأربع وأبنيه ويرى إيثار ووفاء أكبر بناته زينب تجاه زوجها الأسير وابن خالتها هالة بنت خويلد الذي رفض تطليقها عندما أغرته قريش بغيرها من بنات قريش . وهو الآن أسير لدى والدها النبي وصحابته .!

لا شك أن دموع الصحابة كانت حاضرة وكأنها تتفاعل مع مشاعر نبيهم حينئذ عليه الصلاة والسلام .فتلك حالة إنسانية تهز شغاف القلوب وتسكب العبرات.
وبعد أن أطرق الصحابة في انتظار حكم رسولهم فتح الله على نبيهم وهو القائد يقول راجيا وليس آمرا :
(إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها  فقالوا: نعم) رواه الحاكم.وابو داوود.وأطلق سراح أبي العاص شريطة أن يسمح لزوجته بالهجرة للمدينة وقد وفى أبو العاص بذلك وأرسلها للحاق بأبيها بماتستحق .فيالحال الثلاثة بين القلق والفرح والنهاية السعيدة .

مثل ماورد آنفا من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحابته سلما وحربا وترييته الأسرية ما أحوج المسلمين لترسمها في الحياة الاجتماعية ففي ذلك بناء اجتماعي إسلامي سليم وذلك دستور حياة
من سار على نهجها لن يندم .!!

✍️ : غازي أحمد الفقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com