قرماء والتاريخ . .

يا من كتبتَ عن التاريخِ آمادا
قرماءُ تسألُ هل للاسم إيرادا
وهل تحدثتَ عنها في أصالتِها
وهل أذعتَ لها في الصِّيتِ أمجادا؟
هل صافحتْك رباها وهي شامخةٌ
فألهمتْك من الإعجابِ إنشادا
وهل أقمتَ بواديها وموردِها
مع القوافلِ إذْ أوفَتْكَ ميعادا
وهل علمتَ لماذا باسمِها اشتُهِرتْ
قرماءُ إذْ هي مقرُ الماءَ مِيرادا
إنْ زارَ مسيالُ واديها مساقيَها
رأيتَ بستانَها بالخيرِ قد جادا
للتُّهمِ من خيرِها ما للحجازِ معاً
يكتالُ خُطّارُهم من سوقِها زادا
وهل تعشّمتَ فيها المُكْثَ في عشْمٍ
لبعض وقت من الإعياءِ مُرْتادا
عشمٌ حضارةُ اقوامٍ بهم شَرُفَتْ
يظنهم معجمُ البُلْدانِ آزادا
مِخلافُها شاع بين الرّكْبِ من يَمنٍ
حتى غدا بينهم عُرْفاً ومُعتادًا
ظلّتْ حوائطُها للدّهرِ صامدةً
فيها شواهدُ من عُمرانِ مَن شادا
فيها نقوشٌ على الجدرانِ ثابتةْ
بخطِّ كوفيِّ في الإتقانِ قد زادا
حتى المعادنُ في عشمٍ لها قِيَمٌ
أفرانُها أُوقِدتْ للصَّهرِ إيقادا
عشمٌ على أرضِ قرماءٍ مآثرُها
فاشهدْ اذا جِهل التاريخ أحفادا
قرماء : أرض تهامية تقطنها قبيلة زبيد (حرب) وتقع بمركز المظيلف التابع لمحافظة القنفذة وتشتهر بخصوبة أرضها واتساع مناطق الرعي والزراعة بها.. وبها آثار قرية عشم التاريخية .
شعر/ تركي بن مرزوق الزبيدي – المظيلف