المحلياتمقالات

عام دراسي جديد وحديث القلب 

بقلم الكاتب / ابراهيم الزبيدي |  ” وقف حمار الشيخ في العقبه ” هذه الجملة كان المعلم يقولها لنا ونحن ما زلنا صغاراً في المرحلة الابتدائية حينما لا نستطيع حل سؤال أو تكملة الإجابة عنه .. وبكل براءة نتقبل هذا ونحن نتخيل ذلك الحمار الذي وقف في منتصف العقبة ولم يستطع تكملة طريقه .. كل شئ كان بريئاً في ذلك الزمن حتى الأفكار والأمثلة كانت بسيطة ومتأثرة بمن حولها .

لم يكن يحمل الطالب مع كتبه سوى أحلامه المتواضعة والتي يجد فيها المتعة والأنس قبل التعليم والفائدة .. هكذا كانت بيئة التعليم في الماضي .. كتاب ومقعد وسبورة ومعلم .. ونظرات طفل منبهر بكل شئ من حوله ينتهي يومه الدراسي ليبدأ شغفه ليوم دراسي جديد .. أما الآن وفي عصر التكنلوجيا والتقنية والتطور فالطالب أيضا تطورت أفكاره وأحلامه ورغباته وشغفه فلم تعد المدرسة تمثل له حالة انتماء عاطفي وود وحب يجذب اهتماماته .. ولكن مرحلة زمنية من عمره يحقق من خلالها واجبات تلك المرحلة ومتطلباتها بقوانين الحاجة والأسرة والمجتمع .. فالأحلام كبرت وتجاوزت حدود ما تمثله المدرسة بالنسبة لجيل الأمس .. فحالة التشبع جعلت كل شئ ممل في منظور الطالب .. وجعلت حالة الانبهار أمراً صعباً تحقيقه في المدرسة أو حتى خارجها .. فالتقنية لم تترك للمعلم فرصة مزاحمتها في خيارات إشباع حالة الإعجاب والشغف .

نحن لا نريد مجتمعاً ملائكياً وجيلاً يلبس رداء المثالية ولكن نريد تلك الهوية التي كان عليها جيل الأمس وانعكست على أخلاقه وتعامله والتزامه .. نؤمن بسطوة الزمن والثقافة والفكر ولكن لا نزال نحلم بجيل يستنسخ بساطة وبراءة جيل الأمس ولو لم نستعين بالحمار والعقبه! 

واليوم ونحن على أبواب استقبال عام دراسي جديد يحمل معه الأمنيات والدعوات بالتوفيق لمنظومة التعليم وأسرته الكبيرة وأن يكون عاماً حافلاً بالنجاح على كافة المستويات ومعه أبضاً نجدد الشكر والعرفان لحكومتنا الرشيدة حفظها الله والتي سخرت كل الإمكانات لخدمة المواطن وتنمية قدراته وتحقيق أعلى درجات النمو والتطور والازدهار وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

اكتشاف المزيد من صحيفة البلد الإلكترونية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading