مقالات

أُناسٌ مُلهِمون

»سمو الفكر»

طبيعة الحياة

كم هي الدنيا غريبة، وكم من أمور تسير بدون إرادتنا أو دون أن نملك فيها اتخاذ قرار بعينه، بل تسير كيفما أراد الله. فنحن متوكلون على من خلقنا، وموقنون بما عنده، وقد يكون هذا أعظم أمر جعلنا راضين بما يجري في تفاصيل حياتنا مهما كان.

نسعد ونحزن، وتصادفنا عقبات وتحديات، وتَسودّ الدنيا في وجوهنا وتضيق ثم تُفرج. ونحن لا نزال نصارع تلك الأمواج ونبحث عن طوق النجاة بعد حفظ الله لنا، فنأخذ بالأسباب ونقوم بما أمرنا الله به.

ونصل إلى قناعة أن الحياة ليست جنة، وإنما دار عمل وابتلاء، فيها كل المتضادات التي قد نتصورها. وقد يضعف البعض أو تقل عزيمته في بعض الأمور فيشعر بأنه عاجز عن فعل أي شيء.

بزوغ الأمل

حينها يلوح في الأفق البعيد أمل جديد يقترب منا شيئًا فشيئًا، فيغيّر بعض مفاهيمنا الخاطئة، ويعزز قراراتنا الصحيحة، ويشاركنا النجاح، ويفتح لنا آفاقًا أوسع لم نكن نراها بسبب إحباطاتنا من الواقع الذي نعيشه وبعض المحيطين الذين يتلذذون بانكسارنا.

فتتبدل الأمور وتصبح الحياة أكثر جمالًا وإشراقًا، ويبدأ الأمل يحدونا من جديد لمتابعة نجاحاتنا، ويقوي عزيمتنا للاستمرار في عطائنا والإبداع فيه.

سرّ الإلهام

فيا تُرى، ما هو هذا الشيء الذي أعاد لنا الأمل وأخرجنا من حالة اليأس التي كنا نعيشها؟
هل هي مخلوقات خفية لا نراها؟
أم أنها أرواح ملائكية أُرسلت لنا لتغير من أحوالنا؟

بل إنهم أناس عظماء في أفكارهم وثقافتهم، بسطاء في تعاملهم، ويغمرونك بحسن أخلاقهم. شعارهم في الحياة:
“الدين المعاملة، وأحب لأخيك ما تحبه لنفسك”.

صفات الملهمين

ملهمون بطبعهم ومحفزون، أناس محبون للخير دائمًا. ليس في قاموسهم “فرّق تسد” ولا “البقاء للأقوى”، بل أفعالهم تقول:
“بكم نرتقي وبأمثالكم نسعد”.

أناس قد يتألمون في دواخلهم، لكنهم أخذوا على عواتقهم أن تكون لهم بصمة في الحياة، مع من حولهم أو حتى مع البعيدين عنهم، لأن غايتهم أسمى وأشمل. لديهم قناعة راسخة أن النجاح الحقيقي هو ما يشترك فيه الجميع ويعود بالنفع على الجميع، لا التفرد والطمع والأنانية وحب الظهور.

أثرهم في المجتمع

سمت بهم أخلاقهم، فأصبح جزءًا من سعادتهم أن يروا الآخرين ناجحين وبنّائين وملهمين. بل إنهم يحسون بالغِبطة والفرح بطعم النجاح الذي حققه الآخرون، ويعطيهم ذلك طاقة إيجابية لمواصلة مشوارهم المشرف.

أناس، حتى وإن كنا نعرفهم، قد لا نراهم بالأشهر، بل قد تمر الأعوام دون أن نلقاهم، وقد لا تسمح الظروف بلقياهم. لكن إيمانهم الصادق بعِظم ما يقومون به، ورسوخ قناعتهم أن النجاح الحقيقي هو أن نجعل من الآخرين أفرادًا فاعلين في المجتمع، ناجحين ومنتجين، جعل منهم قدوة تُحتذى وشعلة تشحن الهمم، حتى وإن لم يكونوا موجّهين لشخص بعينه.

رسالة خالدة

إن رسالتهم عامة، وهدفهم نبيل.
فلله دَرّهم، وكثّر من أمثالهم.

بقلم: خالد أبو ظهر الغامدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

اكتشاف المزيد من صحيفة البلد الإلكترونية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading