أمن الوطن مسؤولية الجميع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
أمن الوطن مطلبٌ ضروريٌ لا تستقرُّ الحياة بدونه، وهو مسؤولية كل مواطن ومقيم يعيش على أرض هذه البلاد الطيبة الطاهرة المباركة المملكة العربية السعودية .
فبه تتم الحقوق والمصالح، وكل فرد في المجتمع عليه مسؤولية كبيرة كل على قدر استطاعته للحفاظ على الأمن، والوقوف أمام كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذه البلاد أو الاعتداء على حرمات العباد .
أمن الوطن مسؤولية الجميع !! لأنه بالأمن يكون بناء اﻟﻤجتمعات الحديثة ويكون تقدم البلاد ورقيُّها . فاﻟﻤﺠتمع الصالح الذى يتوافر فيه الأمن والأمان ينعكس ذلك على سلوكياته ومنجزاته ودرجة تقدمه ورقيه وتطوره ؛ فحينما تنبعث الطمأنينة في النفوس تشكل حافزاً للعمل والإبداع والإنجاز والاستقرار والحفاظ على الهوية الوطنية .
أمن الوطن مسؤولية الجميع !! لأن الأمن هو تأمين الدولة من الداخل، ودفع التهديد الخارجي عنها، بما يكفل لشعبها حياة مستقرة، ويوفر للدولة استغلال أقصى طاقاتها للنهوض والتقدم”.
أمن الوطن مسؤولية الجميع ! لأن الحاجة إلى الأمن أشد من الحاجة إلى الطعام والشراب، فلا قِوام للحياة بدونه، يقول صلى الله عليه وسلم : “من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا” .
وحينما يفقد الأمن ويضيع ، يحصل الخوف والقلق والفزع والفوضى، ويتسلط القوي على الضعيف، وتحصل السرقات والسلب والنهب، وتسفك الدماء وتنتهك الأعراض، وبدونه لا يأمن الإنسان على نفسه وأهله وأولاده وماله.
أمن الوطن مسؤولية الجميع !! لأن الأمن يدعو إلى تعزيز السلامة ومنع الحوادث وحماية الممتلكات والمساهمة في الرفاهية العامة للأفراد والمجتمعات .
أمن الوطن مسؤولية الجميع !! لأن الابن الحقيقي لهذا الوطن : لا يرضى أن يشاك الوطن بشوكة فضلاً عن أن تمسه يد التمزيق، وكف التحزيب والتخريب .
الابن الحقيقي لهذا الوطن : هو من يبذل روحه ودمه وجميع ما يملك في سبيل دينه ثم وطنه ووحدة بلاده الطيبة الطاهرة المباركة ، وعدم تمزيقها، فضلاً عن أن يكون معول هدم، وأصابع تمزيق، وأذرعاً تحركهم قوى خارجية، وتوجهات مغرضة، وحزبيات مشينة عفنة يتربصون ببلادنا ؛ بلاد الحرمين الشريفين ؛ المملكة العربية السعودية ؛ الفتنةَ والشرَّ والفساد.
يجب علينا جميعاً أن نحافظ على أمن وطننا ووحدته فبلادنا قامت على التوحيد والسنة ، وفي أعناقنا بيعة لولاة أمرنا حفظهم الله ؛ يجب الوفاء بها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، يدنا بيد ولاة أمرنا في السلم والحرب، والعسر واليسر، والمنشط والمكره، هم منا ونحن منهم، سلمنا سلمهم، وحربنا حربهم،
ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها وأبنائها ومنجزاتها العظيمة في مرمى سهام المتربصين، وتخطيط المرجفين، واستغلال من تلوثت عقولهم بفكر الخوارج المجرمين.
فعلى كل فرد أن يكون عامل بناء في هذه البلاد، وألا يكون معْوَل هدم فيها، وليكن الجميع صفاً واحداً مع ولاة أمرهم وعلمائهم للذبِّ عن حياضها، ومنع كل من تسوّل له نفسه الإفساد والإخلال بالأمن وزعزعة الصف، فالخير كل الخير في الاجتماع ونبذ الفرقة وتوحيد الصف ولزوم الجماعة. وقد تقرر عند أهل السنة أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بطاعة .
نسأل الله الكريم المزيد من فضله، ونسأله جلَّ في علاه أن يتم علينا نعمته ويديم علينا الأمن والأمان وأن يزيدنا من فضله العظيم.
حفظ الله لنا ديننا ووطننا وولاة أمرنا ونصرهم وأيدهم، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله .
د. عبدالله بن محمد المرحبي
أستاذ علم أصول الفقه – ورئيس جمعية التأصيل العلمي بمحافظة القنفذة.