المحليات

ابن عبادل الحلوي… شاعر العذوبة

المولود وفي فمه قافية مغناة ورائحة السيل تعبق في بطاح قريته الوادعة الردحة 

هناك في الضفة الشمالية (لعقم جعيرة) الشهير وبجوار بلاد الخزاين ذات الخصوبة الفائقة وليس ببعيد عن بلدة الصفة قاعدة بلاد وادي حلي بن

يعقوب ومركزها الإداري الحالي جنوب القوز بثلاثين كيلا في العهدالسعودي الميمون.!

وفي الردحة تلك القرية الوادعة تفتقت عبقرية شاعرنا الفذ واستوت ملامح تألقه وبروزه في الشعر

 الشعبي(حسن بن عبادل الصحبي )وذاع صيته

 بعد أن شب عن الطوق في

 القرى والبوادي وتجاوز الإقليم وترنم بشعره وقريضه في فن

الطرق (الهوى) ولون (العسيري) ذوو الأحاسيس المرهفة وظل أيقونة

الأفراح والتباريح بالأماسي والصباحات في جنبات وادي حلي الخصيب وعلى ضفاف الأودية

 المجاورة (يبة وقنونى والأحسبة وقرماء وما حولها) وتغنى بشعره هواة الطِّرق

والوالهون في تهامة والسراة وصبيا وبيش في جازان وسارت بقوافيه الركبان .!

ولا تملك وأنت تسمع له أو لراوٍ لشعره إلا وتأخذك الدهشة من حسن السبك والبلاغة بفن البديع الكناية والتورية والجناس بنوعيه الناقص والتام. وأجاد فن الرد مع فحول الشعراء الشعبيين اترابه من القنفدة ومحايل وبيش وغيرهما.

وهاهي نماذج مختارة من شعره رحمه الله :

عاتبته قريبة له كبيرة في السن عند انتقاله وأسرته من الردحة إلى بلدة الصفة بقصيدة 

بدعها:

ماطاب لي الشَّدَّان يوم علموني

ماحق تُخَلون الرداح العليه

يابن عبادل ياحسن عِمْيَت الدار

إن كان شديتم فهبلي دُمُوني. 

فرد عليها بقوله :

ودي بسيل للجحر والعل موني

الجحر هو شغله وضيمه عَليّه

والناس عندالرب وزعه بمقدار

وانتي دَمُوح القرش يانون عيني.

وسكن ابن عبادل بيش(شمال جازان) طلبا للرزق فترة من الزمن 

 وقال فيها:

بالله تنظر ياحسن في ارض ربي

يابن عبادل بيش والا حلي أحلى

لو كان محبوبي معي في حلي حل

ماكان نبغى في حلي بيش وأهله 

والرد:

صليت انا ياصاحبي فرض ربي

واتذكر اللي ريقه المجر وأحلى

ولا لقينا في هوى صاحبي حل

ماغاب عني الزين ياناس وأهله.

وأرسل له نظيره الشاعر بلغيث بديوي من القنفدة بهذا البدع:

الخيع هذا وعلموني بِقي دار

غريب ماعِرف منجية والفريقِ

وآيات احسن في المنازل وشا حِلْ

يومين وارجع حِلتك يامحلي. 

فرد عليه ابن عبادل:

ذاك الذي قدرت روحه بقيدار

والله القسم من صغرته ولف ريقي 

الناس فيهم مجر صافي وشي حل 

والحل مابغى ذوقته يامحلي. 

وداعبه بلغيث بديوي قائلا:

إللي شرى بندر عدن باع دهلك 

وعاده متنوي على الهند راجي

نقُى البلاد الطيبة واشتراها 

ياالهند بازورك وبااشوف اراضيك

فرد عليه ابن عبادل:

إن كان تبغى مدرجي باعد أهلك

لاعاد ياجونا ولا الهم دراجي

هذي علومي ياالغضي وايش تراها

اماانت بازورك وشِدَا براضيك.

٨

وأرسل ابن عبادل بقصيدة بدع لشاعر بيش احمدمطاعن

يقول فيها:

أهل المخابي جنبوبي وليات

واللي ولي ماياخذ الا ولي له

الزين مايدري بروحه وليا

من مدة (أحمدفيض) عاده ولي كان

فجاء الرد من احمد مطاعن 

أحمديِنقي في الدمشقي وليات

وكل سيفٍٍ ماتسمع إلا وليله

الدمشقي يهوي بحده ولين 

اليوم ريته في المسامه ولي كان.

ونختم بهاتين القصيدتين ببدعهما وردهما من ابن عبادل نفسه

يقول:

ازفر غبا ياكم بقلبي كَنزْ هَم

ياكم خلايق ضيمهم كانزينه 

سِري غبا مَبدي علومي ولا عِيد

لو كان غيري ماصِبر عيدبها

الرد:

كب الحظا ياسيدروحي كان أزهم 

والعلم ذا هو بيننا كانزينه 

مامثل مدراجك علينا ولا عيد

القلب صادف طلبته عيَّد بها.

البدع :

العذب عظم ضيقته يوم لمسناه 

يطلب مُحُقه في التعدي وفي اللمس

مالي في قلبه ياالعرب جاد فلي

يخلف عليّه خالقي في الذي راح.

الرد:

الفل زانت ريحته يوم لمسناه

وايا قطيف اليوم وايا قطيف امس

في سوق صبيا قيل لي جاد فلي

كلن يقولي راعي الفل فين راح.

وشاعرعذب كحسن بن عبادل لم يحظ بتسليط الضوء على إبداعه الذي أوشك على دخول دائرة النسيان وضياع ما خلفه رحمه الله .فهل إلى جمع ذلك الشعر التراثي الفاتن وآنا لمنتظرون.

 كتبه : غازي احمد الفقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com