المساويك سلعة مربحة وأصحابها قد يذهبون ضحايا للأفاعي

تقرير الأستاذ : غندور السهيمي _ القنفذة | صدقت المقولة «إن الحاجة أم الاختراع»، حيث لم يقف البعض مكتوفي الأيدي أمام ظروف الحياة، بل كافحوا لتحسين مستوى معيشتهم، وعملوا على الخروج من دائرة المستوى الأقل للوصول إلى أسلوب حياة أفضل، على الرغم من خطورة ومصاعب الطرق التي اختاروها لذلك.
أودية محافظة القنفذة المهجوره تحولت إلى مكان مناسب لجمع سواك الأراك الذي ينتشر هناك، وهو ما يؤكده علي عبدربه الزبيدي، أحد الأشخاص الذين يعملون في هذا المجال
ويقول عبدربه « تشتهر محافظة القنفذة بوجود شجر الأراك بإعداد كبيرة في أوديتها المختلفة، وهو ما شجع بعض الأهالي على امتهان مهنة بيع المساويك المستخرجة من جذور هذه الأشجار، والتي تدر عليهم مبالغ لا بأس بها».
وأضاف «أبيع المساويك منذ ما يقارب 10سنوات. وكنت في السابق أذهب بنفسي لأودية دوقة والأحسبة لقطع المساويك بعد أن أحفر لما يقرب المتر تحت أشجار الأراك وهذه العملية شاقة ومحفوفة بالمخاطر، فالحيات والأفاعي والعقارب تتخذ من هذه الأشجار أوكارا لها، وإذا لم نأخذ حذرنا فقد نكون ضحايا لها».
وأردف «في الآونة الأخيرة لم تعد صحتي تساعدني للذهاب للأودية لجلب المساويك، فبدأت أشتري المساويك مباشرة من بعض الأشخاص الذين أصبحوا بمثابة الموردين لنا، وهم غالبا من المقيمين اليمنيين الذين دخلوا السوق معنا حيث يذهبون للأودية ويأتون بالمساويك، ونحن نشتريها منهم ونبيعها لزبائننا».
وعن أفضل المواسم لبيع المساويك يقول عبدربه «إن أسواق المساويك رائجة طول العام، وأحصل على ما يقارب 1500شهريا، إلا أن هذا الدخل يرتفع ليصل إلى ما يقارب الـ5000ريال في شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الطلب على السواك».
وعند سؤاله عن ظاهرة الغش في المساويك ضحك عبدربه وقال «نحن لا نمارس ذلك، والعياذ بالله، ولكن هناك بعض ضعاف النفوس يلجؤون لذلك فيأخذون الرديء من المساويك وينقعونه في الماء مع بذور الفلفل الأخضر ثم يلف في الخيش ليباع للناس، إلا إن الزبائن أصبحوا على دراية بذلك ويميزون الجيد من المغشوش، فالمغشوش بهذه الطريقة حارق للثة والشفاه».
وتعد محافظة القنفذة من المواطن الأصلية لأشجار الأراك التي توجد على ضفاف أودية حلي ويبه والأحسبة وقنونا وقرماء شمال المظيلف ودوقة.
وشجرة الأراك لها ثمرة موسمية تنضج في الصيف تسمى (الكباث)يتهافت عليها سكان المحافظة، ولها طعم حلو المذاق، ولها سوق رائج كذلك، ويعمد كثير من الأهالي للذهاب إلى أودية القنفذة لقطفها والاستمتاع بمذاقها الرائع، خاصة في فصل الصيف.