
القادة العظماء هم أولئك الذين يصنعون لأوطانهم المجد، ويلهمونشعوبهم لتحقيق النهضة، ويضعون بصماتٍ يخلدها التاريخ.
ومن هذا المنطلق كانت زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهدرئيس مجلس الوزراء حفظه الله لأمريكا حدثاً استوقف انتباه العالمبما واكب الزيارة من مظاهر الاحتفاء، وبماحققته من مكتسبات أكدتدور بلادنا بوصفها محورًا مؤثرًا في الساحة الدولية في مجالات الأمنوالطاقة والسلام العالمي، وكشفت الزيارة أيضًا عن عمق العلاقةالاستراتيجية بين السعودية وأمريكا الممتدة لعدة عقود منذ 14 فبراير1945 وتعزيز ذلك بإعلان الرئيس ترامب رفع التعاون العسكري إلىمستويات أعلى من خلال تصنيف السعودية حليفًا رسميًا من خارجحلف الناتو.
لقد عقدت الدهشة ألسنة المتابعين ووسائل الإعلام العالمية والمجتمعالدولي وهم يشاهدون سمو الأمير يبرم صفقات عسكرية صنّفت بأنهاأكبرعملية شراء أسلحة في التاريخ من أهمها شراء طائرات F35 التييندرامتلاكها عالميًا، حيث تؤدي مهام عدة طائرات في وقت واحد(القتال الجوي، القصف الجوي والأرضي، الاستخبارات، الهجماتالإلكترونية، المراقبة الاستطلاع برشاقة وسرعة استثنائية).
ولم يقف الأمر عند الصفقات العسكرية ومجالات الذكاء الاصطناعيوالطاقة والاستثمار فحسب بل كان ملف أشقائنا المؤلم في السودانحاضرًا في وجدان سمو ولي العهد، إذ طرح تفاصيله المؤلمة وفضائعهالمروّعة أمام الرئيس ترامب بشكل جدي ومؤثر، ليؤكد بذلك دورالسعودية المحوري في السياسة العالمية واستقرار الشرق الأوسط،وبدا المشهد رائعًا باستجابة رئيس أمريكا فورًا لطلب سمو ولي العهدوتأكيد ذلك لاحقًا من خلال منشور الرئيس ترامب بالتدخل لإحلالالأمن في السودان، ليضاف ذلك لجهود سمو ولي العهد في سعيهسابقًا لاستقرار سوريا، وتأكيده المستمر على أهمية الحل العادلللقضية الفلسطسينية، ودوره في إحلال السلام في منطقة الشرقالأوسط والعالم.
وعلى امتداد مشاهد مراسم الزيارة ظلت شخصية ولي العهد وقوةحضوره، وحديثه المركّز الواثق، وردوده الذكية على الصحفيينوالمراسلين محط إعجاب وسائل الإعلام والمحللين السياسيين، ولنتأملعلى سبيل المثال عمق المعنى ومضمون الرسائل حين يقول:
-( نحن لانخلق فرصًا وهمية لإرضاء الولايات المتحدة أو الرئيس ترامب)
-( ستحتفل أمريكا قريباً ب 250 عاما على تأسيسها، وسنحتفل بعدعامين في المملكة العربية السعودية ب 300 عام على تأسيسها)
–البعض كان يراهن على أنني سألبس بزة سوداء … ربما سيكون ذلكفي وقت لاحق.
وعطفاً على ما تقدم فلم يكن الانبهار العالمي ببروتوكول استقبال وليالعهد غير المسبوق ومراسم الزيارة (الخيول، الطائرات، إطلاقالمدافع، حشد وسائل الإعلام، دعوة رجال السياسة والمال والإعلاموالرياضة لحضور مأدبة العشاء على شرف سمو ولي العهد، لغةالاحترام الكبير والإيجابية العالية التي كان يتحدث بها الرئيس ترامبعن السعودية وولي العهد ) لم يكن ذلك الاحتفاء إلا ترجمة لمكانةمستحقة لقائد عظيم، ورسالة تؤكد مدى الاحترام والثقل الدوليللمملكة العربية السعودية عالميًا، وأنها قوة مؤثرة دوليًا.
ولاشك أن ثمرات هذه الزيارة على المستوى السياسي والاقتصاديستدفع بخطوات بلادنا نحو تحقيق رؤيتها وتأكيد مكانتها الدولية بمايحقق مواصلة تقدمها ورفاهية شعبها واستقرارها، ويعزّز عمقعلاقاتها ودورها الاستراتيجي العالمي.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسموولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأدام على بلادنا عزّها وأمنهاواستقرارها ورخاءها.
يحيى محمد الحادثي.




