مقالات

لا تقارني… بغيري

ذكر إدوارد وزملاؤه في دليل الوالدين لتربية الأطفال الموهوبين: أنه قد لا نستطيع أن نتخلص بسهولة مما علق في ذاكرتنا عن أيام طفولتنا، فهناك كثير من الكبار الذين ما يزالون يقارنون أنفسهم بإخوتهم، مثل قولهم: “كان أخوتي أكثر ذكاءً مني، وحصلوا على علامات أفضل مني، لكنني كنت اجتماعياً أكثر منهم، وأعتقد أنني أستطيع التواصل مع الناس بشكل أفضل”، أو: “لقد كنت عبقري العائلة، ولا زلت”، “لقد كان أخي مزعجًا حقًا، وقد كانت مشكلته أنه كان عنيدًا جدًّا؛ لذلك قررت ألا أكون مثله”.

قد لا يدرك الآباء أثر ما يقولون في أطفالهم، فهم قد يقولون أشياء منها، مثلاً: “طفلي الأكبر هو «المجتهد» إنّه يحصل على تقدير ممتاز في كل شيء، وطفلي الثاني هو «الاجتماعي»، فهو يقضي كل دقيقة فراغ مع أصدقائه، وقد يفسر الطفل الذي يسمع هذا الكلام قائلاً: “أبي يحبّ أخي الأكبر أكثر مني؛ لأنه يحصل على درجات جيدة.”

إنه من الصعب تجنب المقارنات تماما لكن يمكننا أن نقلّل من تكرارها، ومن حساسيتنا لها، ومن طريقة تعامل أطفالنا معها. حيث يمكن تحفيز أبنائنا بعيدا عن المقارنة التي تملأ الطفل بالحنق والحسد والغيرة والشعور بالدونية بل وتصبح أحد العوامل لضعف مستواه الأكاديمي والاجتماعي والأخلاقي من خلال اتباع ما يلي: 

وعي الآباء والأبناء كذلك بأن كل طفل لديه استعدادات وقدرات مختلفة عن الآخرين، فما يناسب طفل لا يناسب طفلا آخر، فضلا عن أن هناك سقفا محددا لقدرة كل منهما.

على الآباء والمربين عموما معرفة القدرات والمهارات والذكاءات والمواهب التي يمتلكها الطفل بالاختبارات الكمية والنوعية المتعددة، واستخدام الاستراتيجيات الملائمة لتطويرها واستغلالها.

الحديث بانفراد مع الطفل عن مستواه ونتيجته التعليمية بعيدا عن أي طفل آخر وفتح باب الحوار الإيجابي البناء.  

عند الحديث مع الأصدقاء أو المعلمين عن أطفالنا علينا تجنب سماع الطفل أو وجوده.

منح الطفل الثقة بنفسه وبما يمتلك من قدرات حتى وإن أخفق فالفرص المتاحة أمامه والفشل ليس نهاية الطريق.

رفع دافعية الطفل وتحفيزه سواء ماديا أو معنويا في ضوء جدول مهام اسبوعي أو شهري يتم من خلاله تحديد المهمة وتحديد مستوى الإنجاز المطلوب بعيدا عن غيرهم من الأطفالط مع وضع خطة المعالجة والإثراء بعيدا.

الخبرة والمعرفة تراكمية وليست وليدة لحظة فما يأتي سريعا يذهب سريعا، حيث من المهم المتابعة المستمرة لمستوى تقدم الطفل وبناء الخطط العلاجية بصورة تكوينية وليست ختامية. 

لا تحرم الطفل المخفق من الاستمتاع بالإجازة فجميع الأطفال على جميع مستوياتهم التعليمية والاجتماعية هم بحاجة إلى التقبل والتوجيه والدعم والاحترام والحب والحماية وفرص نمو في بيوت وبيئات تربوية تؤهلهم لفهم أنفسهم وفهم العالم ومتغيراته ومتطلباته.  

 اعط طفلك الأذن الواعية فأنصت باهتمام لكل ما يقوله الطفل وما يحتاجه.

ختاما: إنه من الضروري أن نغير من وجهة نظرنا وأساليبنا في التعليم كآباء ومربين إذا أردنا أن نطور من مهارات مجتمعنا وتقدمه، وحقوق الطفل وواجباته من أهم متطلبات العصر الذي نعيش فيه.   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com