السديس يلقي درسه العلمي من كتاب ” زاد المعاد ” بالمسجد النبوي

ألقى معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الاستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس، درسه العلمي في رحاب المسجد النبوي، من كتاب: “زاد المعاد في هدي خير العباد” لابن القيم -رحمه الله-، وسط حضور كبير من طلبة العلم وزائري المسجد النبوي.
واستهل معاليه الدرس بعد حمدالله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ؛ ببيان فضيلة طلب العلم والجلوس له، والاستماع إليه – ثم شرع في الشرح باستذكار ماتم شرحه في المجلس السابق وربطه بدرس هذا المجلس.
أعقب ذلك بتعريف كلمة “المولى”، وأنها تطلق على اسم الفاعل واسم المفعول، ثم ذكر عدد موالي النبي ﷺ سردًا على وجه الإجمال، وبيَّن اختلاف العلماء في عددهم، حيث إن المصنف -رحمه الله- رجح أنهم يصلون إلى أربع وعشرين مولى.
ثم بدأ على وجه التفصيل ببيان المولى الأول، وهو: زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، وقصته الطريفة المعروفة، في تفضيل النبي ﷺ والبقاء معه على الذهاب مع أبيه وعمه إلى قومه، وما كان من مبادلة هذا الوفاء بالوفاء من النبي ﷺ بتبنِّيه، حتى نزل القرآن بتحريم التنبي في الإسلام بقوله: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّاتَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الأحزاب: ٥]، فدُعي منذ ذلك الحين بزيد بن حارثة.
ثم ثنَّى رئيس الشؤون الدينية بذكر أسماء عدد من الموالي وأوصافهم وأحوالهم، وهم “أسلم”، و”أبو رافع”، و”ثوبان” و”أبو كبشة”؛ حتى انتهى إلى ذكر مولى النبي ﷺ “سفينة”، وسبب تسميته ﷺ له بهذا الاسم.
ثم ختم معاليه المجلس العلمي: بالدعاء لإخواننا في غزة وفلسطين بالنصر والتأييد، وأن يتقبل الله شهداءهم، ويرحم موتاهم، ويشفي مرضاهم، ويجعل الدائرة على الصهاينة المحتلين، ويجعل بأسهم بينهم، ومكرهم وكيدهم عليهم، وأن ينصر الإسلام وأهله، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ويشد من أزرهما، ويوفقهما لما فيه صلاح العباد والبلاد، ونفع الإسلام والمسلمين.