مقالات

الشيخ عبدالرحمن الجميح.. رائد العطاء وعرّاب العمل الإنساني

يُعد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجميح – رحمه الله – أحد الأسماء اللامعة التي خلدت في ميادين الخير والإحسان، وأفنت أعمارها في خدمة الدين والوطن والمجتمع. فقد كان – رحمه الله – من رواد العمل التطوعي والإنساني في المملكة العربية السعودية، ومن الرجال الذين اقترن اسمهم بالعطاء والسخاء، حتى أصبح عَلَمًا بارزًا ورمزًا شامخًا يُشار إليه بالبنان في مضمار العمل الخيري.

نشأ الشيخ عبدالرحمن – رحمه الله – في بيت عريق، أسرة الجميح، وهي أسرة أصيلة متجذّرة في تاريخ المملكة، عُرفت بأياديها البيضاء ومبادراتها الخيرية الممتدة عبر الأجيال، والتي نالت تقدير قادة وملوك هذه البلاد المباركة على مرّ العقود، لما قدمته من مساعٍ حثيثة وأعمالٍ إنسانيةٍ جليلة. وقد رسّخت هذه الأسرة الكريمة مكانة رفيعة في المجتمع السعودي، ومنزلة راسخة لدى القيادة الرشيدة، بفضل ما تبذله من جهودٍ خيّرة في مختلف المجالات الدينية والاجتماعية والتنموية.

وسار الأبناء والأحفاد على خُطا الآباء، مستلهمين قيم البذل والعطاء. ومن أبرزهم الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجميح، الابن الأكبر، فكان خير خلفٍ لخير سلف، وواصل المسيرة الخيرية بإخلاصٍ وتفانٍ، محافظًا على إرث والده العظيم، ومترجمًا مبادئ الأسرة في صورة دعمٍ متواصلٍ ومبادراتٍ نفعٍ عام.

وقد حظيت محافظة القنفذة بنصيبٍ وافرٍ من عطاء هذه الأسرة المباركة، حيث لمس أهلها – أفرادًا ومؤسسات وجهات خيرية وأهلية وتطوعية – أثر دعم أوقاف الشيخ عبدالرحمن الجميح – رحمه الله –، التي امتدت أياديها لتشمل مجالاتٍ عدة في التنمية والخدمات الاجتماعية والإنسانية، لتبقى بصمات الشيخ وأبنائه شاهدةً على نبل المقصد وصفاء النية.

وفي هذا السياق، أكد سعادة رئيس جمعية حفظ التراث بمحافظة القنفذة الأستاذ عبدالغني أحمد مرزا قائلًا: حرص الشيخ عبدالله الجميح على تقديم الدعم السخي الكبير لمختلف الجوانب والمجالات، منها مجمعات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، ورعاية أطفال التوحد، ومساعدة الأسر المحتاجة وأبناء الشهداء، ودعم مراكز الرعاية الصحية للمعاقين، وإنشاء محطات تحلية المياه في القرى والهجر، وتوفير الأجهزة الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة، والمساهمة التشغيلية للعديد من الجمعيات الخيرية والأهلية بمحافظة القنفذة، ومثلها في سائر المحافظات والمراكز والقرى. سائلًا الله تعالى أن يجعل ما قدموه ويقدموه في موازين حسناتهم، وأن يجزيهم خير الجزاء وأوفاه.”

لقد كان الشيخ عبدالرحمن الجميح – رحمه الله – رمزًا للخير، وغرسه المبارك ما زال يؤتي ثماره على يد أبنائه وأحفاده، ليبقى اسمه خالداً في ذاكرة الوطن، وذكراه محفورة في قلوب كل من نال خيره وعرف فضله.

وتُعد أسرة الجميح من أعرق الأسر السعودية، ومن البيوت التجارية والخيرية المعروفة على مستوى المملكة. يعود تاريخها إلى بدايات النهضة الاقتصادية في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه –، حيث كان لأفرادها إسهامات بارزة في دعم التنمية الوطنية من خلال المشاريع الاقتصادية والخيرية والتعليمية.

وقد تميز أبناء الجميح بوقوفهم الدائم مع مؤسسات الدولة في خدمة المجتمع، من خلال إنشاء الأوقاف الخيرية، ودعم الجمعيات، ورعاية المبادرات الإنسانية، والتعليمية، والصحية، مما جعل اسمهم مقرونًا بالعطاء والمسؤولية الوطنية والاجتماعية في مختلف مناطق المملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

اكتشاف المزيد من صحيفة البلد الإلكترونية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading