
بقلم _ غندور السهيمي _ القنفذة | هناك على الساحل الغربي الجنوبي من المملكة
لا تقام بطولة فحسب
بل تصاغ أسطورة على مهل
وتتلى أنشودة الرفعة كل عام
وتنهض مساحة من الضوء تعيد تشكيل معنى الرياضة
وتكتب ذاكرة جديدة للمكان والناس
هناك بطولة الفريق بحلي
الحدث الذي أبى أن يبقى داخل حدود محافظة القنفذة
فعبرها بثقة ورفع رايته في سماء الرياضة الشعبية في المملكة
حتى غدا اسما لا يذكر إلا مقرونا بالسبق والمهابة والإبداع
بطولة الفريق بحلي
صفحة مذهبة في كتاب المعالي
وقمة سامقة تطل على تاريخ الساحل الغربي الجنوبي من عل
حيث لا تبلغ الذرى إلا البطولات التي تبنى بالعزم
وترفع بالإرادة
وتخلد بالإنجاز
فهناك أحداث تمر مر السحاب وأخرى تقيم في الذاكرة
ولكن قليلا فقط يتحول إلى علامة حضارية
تعيد ترتيب المفاهيم
وتحرر الرياضة الشعبية من حدودها الضيقة
إلى فضاء يلامس الاحتراف ويعانق الجودة
وتلك القلة كانت منها بطولة الفريق بحلي
بل كانت عنوانها الأبرز وذروتها الأرفع
بطولة استقامت على الإبداع وارتقت على كتفي الابتكار
وما يقال عن ريادتها ليس مجاملة ولا مبالغة
بل شهادة كتبتها الوقائع التي لا يجادلها أحد
فمن ميادينها ظهرت اول دمية تطل على ملاعب الساحل في مشهد بصري كان نقلة غير مسبوقة
وتابع الجمهور دخول المركبة الصغيرة حاملة كرة المباراة للحكام في مشهد لم يحدث إلا في درة حلي ودوري جميل في ذلك الوقت
ومنها دخلت اجهزة اللاسلكي إلى التحكيم الشعبي فبدأ زمن جديد من الانضباط
وعلى أرضها شاهدت الجماهير اول لوحة تبديل إلكترونية في ملعب الدرة
وكانت خطوة صغيرة في ظاهرها كبيرة في أثرها
ومنها خرجت اول بطاقات تعريف لدكة الاحتياط
تفصيلة لا يهتدي إليها إلا من يعلم أن الهيبة تصنع من التفاصيل
هذه ليست افكارا متفرقة
هذه فلسفة عمل ترى أن الرياضة فن قبل أن تكون منافسة وأن التنظيم هو الوجه الحقيقي للبطولة قبل صافرة البداية
وفي الدرة لم تظهر عروض مضيئة فحسب بل عروض تشعل الذاكرة
مايقدمه أبناء الفريق ليس عرضا فنيا بل بيان هوية واحتفال انتماء وولادة مدرسة في الفرجة الرياضية
من هلا بالفريق
إلى الفريق يا عيال
إلى اهلا بالعالم 34
لحظات لم تبق في حدود الملعب بل صعدت إلى الشاشات والبرامج وفضاءات التواصل
حتى منحها البرنامج الرياضي الاشهر عربيا اكشن مع وليد مساحة خاصة
وكأن البطولة تخطت حدود اللعبة لتصبح ظاهرة اجتماعية وإعلامية قائمة بذاتها
وعندما يحضر السمو
تقف البطولة على كتفين من الفخر
فرعاية صاحب السمو الامير عبدالعزيز بن سعود( السامر) للبطولة
وحضور اللواء ركن سمو الامير عبدالله آل خليفة وكيل وزارة الداخلية بمملكة البحرين
لم يكن هذا حضورا عابرا
كان تتويجا لمكانةاستحقتها البطولة
ودلالة على أنها باتت حدثا تتوجه إليه الأنظار الرفيعة
فالرموز الكبيرة لا تشهد إلا الأحداث الكبيرة
وبطولة الفريق كانت على قدر هذا الشرف
ولم تكتف البطولة بأن تكون مباراة ونتيجة
بل تحولت إلى منصة وعي وخدمة مجتمع
خمس سنوات متتالية من حملات التبرع بالدم
تسجل للتاريخ ومبادرات للكشف المبكر عن الضغط والسكري حماية للجمهور قبل اللاعبين وحملة توعوية لمكافحة التدخين والمخدرات بالشراكة مع نبراس
رسالة تقول بوضوح
نحن نبني الإنسان كما نحتفي باللعبة
وفي الختام فإن بطولة الفريق بحلي ليست حدثا يتكرر بل مرجعية تقاس عليها البطولات وليست مجرد تنظيم محكم
بل ذاكرة تحفظ وروح تستعاد وتجربة تروى بفخر
إنها البطولة التي إذا ذكر المجد كتب اسمها اولا
وإذا ذكر الابتكار جاءت في الصدارة
وإذا كتبت حكاية الرياضة الشعبية
فإن السرد يبدأ من هنا
من الدرة من الفريق بحلي
من الأسطورة التي صنعت نفسها بنفسها
هذه ليست بطولة فقط
هذه الفريق بحلي
حين تقرر أن تكتب تاريخا يشبه عظمتها … انتهى




