مقالات

حدود مُحافظة القنفذة المناطقية تفتقر!!.

الكاتب الإعلامي/ محمد عطية الشرقي

مُحَافَظَةُ الْقَنْفَذَةِ تُعَدُّ مِنْ أَبْرَزِ مُحَافَظَاتِ مِنْطَقَةِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ مِنْ حَيْثُ مِسَاحَتُهَا وَكَثَافَتُهَا السُكّانِيَّةُ وَمَوْقِعُهَا الْجُغْرَافِيُّ، حَيْثُ تُمَثِّلُ الْفِئَةُ (أ) فِي تَرْتِيبِ مُحَافَظَاتِ الْمِنْطَقَةِ، وَتُعْتَبَرُ الرَّابِعَةُ بَعْدَ مُحَافَظَةِ جَدَّةَ وَمَكَّةَ وَالطَّائِفِ، وَتَمْتَازُ بِمَوْقِعٍ جُغْرَافِيٍّ جَعَلَهَا تَضُمُ الْجَبَلَ وَالْبَحْرَ، وَالْهَضْبَ وَالسَّهْلَ، حَيْثُ السَّاحِلُ التِّهَامِيُّ، وَالْبَحْرُ الْهَادِي، تُحُدُّهَا جَنُوبًاً مِنْطَقَةَ عَسِيرٍ، وَشَرْقًاً مِنْطَقَةَ الْبَاحَةِ، وَحِينَ تُغَادِرُ هَذِهِ الْمُحَافَظَةُ مُحَافَظَةَ الْقَنْفَذَةِ جَنُوبًاً بِإِتْجَاهِ مِنْطَقَةِ عَسِيرٍ مُرُورًاً بِالطَّرِيقِ الدُوْلِيِّ، أَوْ شَرْقًاً بِإِتْجَاهِ مِنْطَقَةِ الْبَاحَةِ، يَلْحَظُ الزَّائِرَ وَالْمُسَافِرَ وَالْمَارَّ بِطُرُقِهَا، مَعَالِمَ وَرُمُوزٌ وَلَوْحَاتٌ فَنِّيَّةٌ تُبْرِزُ تُرَاثَ الْمِنْطَقَةِ وَإِرْثَهَا التَّارِيخِيَّ وَمَوْرُوثَهَا الْأَصِيلَ، بَلْ وَتُبْرِزُ تِرْحَابَ وَحَفَاوَةَ أَهْلِهَا بِإِسْتِقْبَالِ ضُيُوفِهَا وَزُوَّارِهَا وَرُوَّادِهَا وَالْمُسَافِرِينَ مُرُورًاً بِالْمِنْطَقَةِ، بِبَعْضِ الْمُفْرَدَاتِ التَّرْحِيبِيَّةِ الَّتِي أُشْتَهِرَتْ بِهَا الْمِنْطَقَةُ عَلَى أَلْسُنِ أَهْلِهَا عِنْدَ قُدُومِ الضَّيْفِ فِي الْمُنَاسَبَاتِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ، فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ فِي مِنْطَقَةِ عَسِيرٍ (مَرْحَبًاً أَلْفٌ) أَوْ مِنْطَقَةَ الْبَاحَةِ (مَرْحَبًاً هِيلْ عَدّ السَّيْلِ)، وَيَلْحَظُ زَائِرُ هَذِهِ الْمَنَاطِقِ بِمُجَرَّدِ مُغَادَرَةِ حُدُودِ مُحَافَظَةِ الْقَنْفَذَةِ أَوْ مَرَاكِزِهَا الْإِدَارِيَّةِ وَعَلَى بُعْدِ كِيلُومِتْرات لَوْحَاتٌ تَحْمِلُ صُوَرَ الْمَلِكِ وَوَلِيِّ الْعَهْدِ وَأَمِيرِ الْمِنْطَقَةِ وَنَائِبِهِ، تَقْدِيرًا مِنْ الْأَهَالِي لِوُلَاةِ أُمُورِهِمْ، وَمَا يَشْعُرُ بِهِ الْمُشَاهِدُ كَانَ زَائِرًا أَوْ مُسَافِرًا أَوْ مُوَاطِنًا بِهَا، مِنْ فَخْرٍ وَإِعْتِزَازٍ، بِهَذِهِ الْقِيَادَةِ الْمُبَارَكَةِ، بَلْ وَيَبْزُرُ أَيْضًاً صِدْقُ وَلَائِهِمْ وَشِدَّةِ إِنْتِمَائِهِمْ وَقُوَّةِ إِلْتِفَافِهِمْ حَوْلَ قِيَادَتِهِمْ الرَّشِيدَةِ، وَالْعَدِيدِ الْعَدِيدِ، وَحِينَمَا يَزُورُ الزَّائِرُ مُحَافَظَةَ الْقَنْفَذَةِ قَادِمًاً مِنْ مِنْطَقَةِ عَسِيرَ أَوْ مِنْطَقَةِ الْبَاحَةِ، رُبَّمَا فِي الْوَهْلَةِ الْأُولَى أَوْ الزِّيَارَةِ الْأُولَى لَا يُمَيّزُ الْحُدُودَ الْمَنَاطِقِيَّةَ لِـ عَسِيرٍ أَوْ الْبَاحَّةِ سِوَى بِـ لَوْحَةٍ صَغِيرَةٍ وَاحِدَةٍ لِوِزَارَةِ النَّقْلِ (أَهْلًاً بِكُمْ فِي مِنْطَقَةِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ)، هُنَا يُدْرَكَ بِأَنَّهُ دَخَلَ مِنْطَقَةً أُخْرَى، وَالْقَادِمُ مِنْ مِنْطَقَةِ عَسِيرٍ شَمَالًاً بِإِتْجَاهِ مِنْطَقَةِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، وَتَحْدِيدًاً فِي (مَرْكَزِ السَّعِيدَةِ الْإِدَارِيِّ بـ عَسِيرَ وَقَبْلَ مَرْكَزِ كِنانةَ الْإِدَارِيِّ بـ مَكّةَ الْمُكَرَّمَةِ)، يَلْحَظُ معَلِّمًاً تُرَاثِيًّاً كَبِيرًا، يُوَدِعُ الْمُغَادِرُ مِنْ عَسِيرٍ، وَيَسْتَقْبِلُ الْقَادِمُ مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، بِمُفْرَدَاتٍ وَدَاعِيَةٍ وَأُخْرَى تَرْحِيبِيَّةٍ عَلَى الطَّرِيقَيْنِ جَنُوبًاً وَشَمَالًاً، وَكُلُّ مَدَاخِلِ مِنْطَقَتَيْ عَسِيرٍ وَالْبَاحَةِ مُزَيَّنّةُ بِبَوَّابَاتٍ وَمَعَالِمَ تُرَاثِيَّةٍ وَمُفْرَدَاتٍ تَرْحِيبِيَّةٍ تُحَاكِي مَوْرُوثَ الْمِنْطَقَةِ وَتَارِيخَهَا، وَحَفَاوَةَ أَهْلِهَا وَكَرَمَهِمْ، وَبِـ لَوْحَاتٍ تُبْرِزُ صُوَرَ الْقِيَادَةِ الرَّشِيدَةُ وَأَمِيرُ الْمِنْطَقَةِ وَنَائِبُهُ تُعَبِّرُ عَنْ بَالِغِ تَقْدِيرٍ وَوَفَاءٍ وَوَلَاءٍ وَإِنْتِمَاءِ مُوَاطِنُو هَذِهِ الْمِنْطَقَةِ تُجَاهَ قِيَادَتِهِمْ وَوَلَائِهِمْ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَجْتَمِعُ كُلُّ هَذِهِ الْخِصَالِ وَهَذِهِ الصِّفَاتُ فِي أَهَالِي وَمُوَاطِنُو مِنْطَقَةِ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ فِي الْجُزْءِ الْجَنُوبِيِّ الْغَرْبِيِّ خَاصَّةً مِنْ الْمَمْلَكَةِ (أَهَالِيَ مُحَافَظَةِ الْقَنْفَذَةِ وَمَرَاكِزِهَا)، وَمَا يَحْمِلُوهُ مِنْ مَشَاعِرِ فَخْرِ وَإِعْتِزَازٍ، وَعَطَاءٍ وَسَخَاءٍ، وَوَفَاءٍ وَوَلَاءٍ، إِلَّا أَنَّهُمْ يَفْتَقِرُونَ إِلَى هَذِهِ الْمَعَالِمِ الْأَثَرِيَّةِ وَالرُّمُوزِ التُرَاثِيَّةِ وَاللَّوْحَاتِ التَّرْحِيبِيَّةِ الَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ مَافِي دَوَاخِلِهِمْ وَتُحَاكِي تُرَاثَهُمْ وَإِرْثَهُمْ التَّارِيخِيَّ وَثَقَافَتَهِمْ الْمُجْتَمَعِيَّةِ الرَّائِدَةَ، وَبِمُجَرَّدِ وُصُولِ زَائِرِهِمْ إِلَى مُحَافَظَتِهِمْ أَوْ ضَيْفِهِمْ أَوْ الْمُسَافِرِ الْمَارِّ بِدِيَارِهِمْ خَاصَّةً الْقَادِمَ مِنْ مِنْطَقَةٍ أُخْرَى كَـ عَسِيرٍ أَوْ الْبَاحَةِ لِأَنَّهَا تُعَدَّ مَنَاطِقَ حُدُودِيَّةً بِمِنْطَقَتِهِمْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ الَّتِي تُمَثِّلُهَا مُحَافَظَةُ الْقَنْفَذَةِ فِي الْجُزْءِ الْجَنُوبِيِّ الْغَرْبِيِّ مِنْ مَمْلَكَتِنَا، كَيْفَ وَبِمَاذَا يُبْرُزُونَ وَيُظْهِرُونَ تُرَاثَهُمْ وَتَارِيخَهُمْ وَإِرْثَهُمْ وَثَقَافَتَهُمْ فِي طُرُقَاتِهِمْ الرَّئِيسَةِ وَشَوَارِعِهِمْ الْفَرْعِيَّةِ، أُسْوَةً بِمَنَاطِقِ الْجِوَارِ خَاصَّةً وَعُمُومِ مَنَاطِقِ الْمَمْلَكَةِ الَّتِي حَظِيّتْ بِأَمَانَةِ الْمَسْؤُولِ وَعِنَايَتِهِ وَرِعَايَتِهِ بِمَسْؤُولِيَّاتِهِ وَهَذَا سُؤَالٌ يَفْرِضُ نَفْسَهُ، لِكُلِّ مَسْؤُولٍ فِي هَذِهِ الْمُحَافَظَةِ يَرَى نَفْسَهُ صَاحِبَ سَعَادَةَ؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com