مدرسة..لم ينجح أحد ...ماتت ..!!!!

مدرسة..لم ينجح أحد …ماتت ..!!!!
# مرت الاختبارات المدرسية بمراحل تطويرية عديدة في شكلها وتنوعها وصياغتها وسريتها من قبل المعلمين لها في المراحل الدراسية المختلفة ومن قبل الجهة المركزية في وزارة التعليم في المراحل النهائية للابتدائية والمتوسطة والثانوية .وظلت فترة ليست بالقصيرة تسمى الامتحانات وهو اسم أكسبها رهبة وكراهية لدى كثير من المتعلمين والمعلمين .وكان معدوها من المعلمين رغم قلة تأهيلهم آنذاك في عقود مضت (يتفننون ) في جعلها مجاهيل يصعب على الطلاب فك( شفرتها) إلا الأذكياء منهم وتستعصي على متوسطى الذكاء ..!!
أما اليوم وبعد تحليل محتوى المنهج المقرر في كل مادة في كل فصل دراسي يجد الطالب بغيته وينجح في الإجابة أحيانا على بعض تلك الاختبارات حتى ولو لم يجهد نفسه بالاستذكار الجيد!
وخصوصا مع مايسمى بالأسئلة الموضوعية(كالاختيار من متعدد أو اكمل الفراغ أو اختر الإجابة من قائمة ب وأ
أو الصح والخطأ.وهكذا )..!
ولأن الشيء بالشيء يذكر .
فقد تذكرت سؤالا في مادة التاريخ الإسلامي للصف الثاني متوسط في الاختبار النهائي عام ١٣٨٦/ ١٣٨٧ للهجرة
لمعلم كان يدرسنا مادة التاريخ اسمه (بسام الكرمي) فلسطيني بهوية من الاردن الشقيق ومؤهله (مترك) وهو ابن أخ المذيع المشهور بإذاعة بي بي سي اللندنية أيام قوة طرحها وانتشارها الأستاذ حسن الكرمي صاحب برنامج (قول على قول ) الشهير .
فقد أعطانا الأستاذ بسام السؤال التالي في مقدمة الأسئلة الأخرى لمادة التاريخ الإسلامي :
(س: القادسية ونهاوند صدى لليرموك ناقش هذه العبارة تاريخيا..؟!!!)
وانا اتذكر هذا السؤال أعلاه تبادر إلى ذهني السؤال التالي : هل يستطيع طلاب اليوم في الصف الثاني متوسط أو في المرحلة الثانوية بل حتى الجامعية الإجابة الصحيحة والشاملة على هذا السؤال المقالي المفتوح ..؟!!
ربما يتمكن القليل والقليل جدا من الإجابة المطلوبة .!
ولكن الكثير منهم سيعجزون عن ذلك بكل تأكيد.!
وفي اختبارات الكفاءة المتوسطة للعام الدراسي في العام الذي يليه ٨٧ / ١٣٨٨ للهجرة جاءنا سؤال في مادة الجبر في موضوع المعادلة ذات مجهولين. واختار المعلم واضع الأسئلة الخرفان لمحتوى سؤاله (وكانت مادة الرياضيات تتكون من عدة مواد مجتمعةهي (الحساب والهندسة والجبر والرسم الهندسي .) !
فقد خرجنا من قاعة الاختبار بعد نهايته نضرب كفا بكف على درجة صعوبته ولم نتفق مع بقية الزملاء على صيغة واحدة في الإجابة. وفي طريقنا لمنازلنا قابلنا معلم المادة وكان من السودان الشقيق واسمه(قمر الأنبياء محمدفضل الله )وعرضنا عليه أسئلة المادة
قكان جوابه على الفور (دي ما أسئلة ) قالها غاضبا بلهجته السودانية الجميلة.!!
نتذكر ما أوردناه ونحن اليوم نسمع ونرى نتائج الطلاب بعد اختبارات كل فصل دراسي وعام دراسي ولا نسمع بالعبارة المخيفة والمعتادة التي ينقلها لنا الأثير بصوت أحد المذيعين (مدرسة…لم ينجح أحد) فالحمدلله..على مايتمتع به طلاب العلم في جميع مراحل التعليم العام والجامعي في أيامنا هذه للدرجة التي يمكن القول (لم يرسب أحد)..!!
بقلم : غازي احمدالفقيه