مقالات

توهان الذات…

كل واحدٍ منا يمرّ بمرحلة “توهان الذات”، وهي مرحلة صعبة يحصل فيها كثير من الإخفاقات. مرحلة لا يدري فيها أحدنا ماذا فعل؟ وكيف فعل؟ ولماذا فعل ما فعل؟!
وبعد برهة، لربما يشعر بالندم والاحتقار الشديد لنفسه، وكأنه كان في عالمٍ موازٍ، لا يدري ما هي المبررات والدوافع التي دفعته إلى ارتكاب ذلك السلوك المُشين، الذي يراه بينه وبين نفسه بعين فاحصة، وفي لحظة معاتبة ومحاسبة للنفس يتأمل أفعاله التي بات ينكرها بشدة.

إن هذا العتاب الذي يأتي بعد توهان الذات، قد يكون بعد قبول ذلٍ وانكسارٍ في موضع كان يتطلب منك أن تكون ذا عزة وكرامة، أو لربما كان احترامًا وتقديرًا منك لمن لا يستحق، أو حتى ثرثرة وكلامًا في غير موضعه، بل أحيانًا تقدم شعورًا نبيلاً من طرفٍ واحد.

ولتعلم أن لحظة العتاب هذه لا تأتي إلا لشخص يراقب نفسه ويرصدها، حيث لا يرضى بالهوان والانكسار.
إنها تأتي لشخص يحاسب نفسه اللحظة بعد الأخرى…
تأتي لنا كي لا نعيد ونُصَارع توهان الذات…
تأتي لنا لنعتبر…
تأتي كي لا ننكسر…
تأتي لأنها سنة الحياة، تُعلّمنا وتُهذّبنا، لنصبح أقوى وأفضل من ذي قبل.

د. مختار محمد خليل

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com

اكتشاف المزيد من صحيفة البلد الإلكترونية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading